متلازمة تكيس المبايض وتأثيرها علي الحمل.‏

متلازمة تكيس المبايض وتأثيره علي الحمل.

تعد متلازمة تكيس المبايض (Polycystic ovary syndrome) من أهم المشكلات التي تعاني منها الفتيات والنساء خلال سنوات إنجابهم (من سن 15 إلي 44 سنة) وتبلغ نسبتهم ما يقرب من 27%، وتؤثر متلازمة تكيس المبايض علي مستوى الهرمونات الطبيعي لديهم نتيجة حدوث خلل في التوازن الهرموني، فيلاحظ أنّ النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض ينتجن كميات أعلي من المعتاد من الهرمونات الذكورية (Androgens) وهذا الخلل يتسبب في جعلهم يتخطون فترات الحيض ويجعل من الصعب عليهم الحمل.
أعراض تكيس المبيض وعلاجه
متلازمة تكيس المبايض وتأثيرها علي الحمل.

تؤثر أيضاً متلازمة تكيس المبايض علي مبيض المرأة، والأعضاء التناسلية التي تنتج الإستروجين والبروجيسترون وهي الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية، وتتميز متلازمة تكيس المبايض بثلاث أعراض رئيسية وهي :
·       تكوّن تكيّسات (Cysts in Ovaries) على المبايض حيث تنمو العديد من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل داخل المبيض وهذه الأكياس تحتوي علي بويضات غير ناضجة، وهذه البويضات لا تنضج بما فيه الكفاية لحث التبويض ويؤدي نقص التبويض أو الإباضة إلى تغيير مستويات الإستروجين  والبروجستيرون و FSH(الهرمون المنبه للجُرَيب أو الحويصلة) و LH (هرمون اللوتين) الذي يتحكم في التبويض. يحفز هرمون ‏FSH‏ المبيض لإنتاج جُرَيب - كيس يحتوي على بويضة - ثم يقوم ‏LH‏ بتحفيز ‏المبيض لإطلاق بويضة ناضجة, فنجد أنّ مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون أقل من المعتاد، في حين أن مستويات هرمون الذكورة (الأندروجين )‏ أعلى من ‏المعتاد وتؤدي هرمونات الذكورة الزائدة إلى تعطيل الدورة الشهرية، وبالتالي فإن النساء المصابات بـتكيس المبايض‏ يحصلن ‏على فترات حيض أقل من المعتاد.
·       مستويات عالية من الهرمونات الذكورية.
·       فترات حيض غير منتظمة. 
·       وسنتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص مرض تكيس المبايض من أسباب وأعراض شائعة وتأثيره علي الحمل والجسم بشكل عام، إلي جانب التشخيص وطرق العلاج.

أسباب متلازمة تكيس المبايض :
·        لا يعرف الأطباء بالضبط ما الذي يسبب متلازمة تكيس المبايض، وهم يعتقدون أن ‏المستويات العالية من الهرمونات الذكورية (Androgens) تمنع المبايض من إنتاج الهرمونات وصنع البويضات ‏بشكل طبيعي.
·        الجينات : كثير من النساء المصابات بهذا المرض لديهن تاريخ مرضي في الأسرة، حيث تشير الدراسات إلى أن متلازمة تكيس المبايض لها تاريخ وراثي في الأسر. ‏
·        مقاومة الأنسولين : 70% من النساء المصابات بـمتلازمة تكيس المبايض مقاومة للأنسولين، مما يعني أن خلاياهن لا تستطيع ‏استخدام الأنسولين بشكل صحيح  مما يؤدي إلى تزايد طلب الجسم على الأنسولين فيفرز البنكرياس أنسولين أكثر للتعويض، فيحث هذا الأنسولين الزائد المبايض لإنتاج المزيد من الهرمونات الذكورية.       
·        السمنة :  هي سبب رئيسي لمقاومة الأنسولين.
·        زيادة نسبة الالتهابات في الجسم (Increased levels of inflammation) : النساء المصابة بهذا المرض غالباً ما تزيد مستويات الالتهاب في أجسامهن، زيادة الوزن يمكن أن تسهم أيضاً في حدوث الالتهابات وقد ربطت الدراسات بين الالتهابات الزائدة في الجسم وزيادة مستوي هرمون الذكورة. 

الأعراض الشائعة لمتلازمة تكيس المبايض :

- فترات حيض غير منتظمة : نقص الإباضة أو التبويض يمنع بطانة الرحم من السقوط في ميعادها كل شهر، حيث أنّ النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض تحصلن على أقل من ثماني فترات حيض في السنة.
- حدوث نزيف شديد : حيث تتراكم بطانة الرحم لفترة أطول من الوقت المعتاد، وبالتالي فإن الفترات التي تحصل عليها قد تكون أثقل من المعتاد نتيجة لزيادة سمك هذه البطانة.
- نمو الشعرالزائد : أكثر من 70% من النساء المصابة بهذا المرض يكون لديها شعر غير مرغوب فيه يظهر في الوجه والصدر والظهر(Hirsutism).
- حب الشباب : زيادة هرمونات الذكورة يمكن أن تجعل البشرة أكثر زيوتًا من المعتاد وتسبب ظهور الحبوب في مناطق مثل الوجه والصدر وأعلي الظهر.
- زيادة الوزن. ما يصل إلى 80 % من النساء مع متلازمة تكيس المبايض يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
- تساقط الشعر : يصبح الشعر على فروة الرأس أرق ويسقط ومن الممكن أن يحدث صلع في بعض الحالات.
- سواد الجلد : يمكن أن تتشكل بقع داكنة على الرقبة وفي الفخذ وتحت الثديين.
- الصداع :  يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى حدوث صداع في بعض النساء.

تأثير متلازمة تكيس المبايض علي الجسم :

- إن وجود مستويات عالية من هرمون الذكورة يمكن أن يؤثر على الخصوبة ومن ثم الحمل وأيضاً جوانب صحية أخري.

- العقم : لحدوث الحمل لابد من التبويض، النساء اللواتي لا يقمّن بالإباضة بانتظام لا يطلقن أكبر عدد من البويضات الناضجة الجاهزة للتخصيب. متلازمة تكيس المبايض هي واحدة من الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء.

- متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome) : 80 % من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض تعانين من زيادة الوزن أو السمنة. تزيد كل من السمنة ومرض متلازمة تكيس المبايض من خطر ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول الضار(LDL), وهذه العوامل مجتمعة تسمي متلازمة الأيض وهي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.

- توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea) : توقف التنفس أثناء النوم أكثر شيوعًا عند النساء ذوات الوزن الزائد وخاصةً إذا كان لديهم متلازمة تكيس المبايض. يزيد خطر توقف التنفس أثناء النوم بين 5 و 10 أضعاف لدى النساء البدينات المصابات بتكيس المبايض عن غير المصابات بهذا المرض.

- سرطان بطانة الرحم (Endometrial Cancer) : أثناء التبويض، يحدث تبطين لبطانة الرحم وإذا لم تقم بالتبويض كل شهر بانتظام فيمكن أن تتراكم البطانة كما في حالة تكيس المبايض. وبطانة الرحم السميكة هذه يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

- الاكتئاب (Depression) : يمكن أن تؤثر كل من التغيرات الهرمونية والأعراض مثل نمو الشعر غير المرغوب فيه سلبًا على نساء متلازمة تكيس المبايض وينتهي بهم المطاف أنهم يعانون من الاكتئاب والقلق.

كيف يتم تشخيص متلازمة تكيس المبايض :

1- التشخيص القائم علي الأعراض :
- يقوم الأطباء بتشخيص متلازمة تكيس المبايض إذا كانت لدى المرأة علي الأقل اثنان من الأعراض الرئيسية الثلاثة :
- مستويات الاندروجين عالية
- دورات الحيض غير المنتظمة
- وجود تكيسات على المبايض (Cysts).
- يسأل الأطباء عن وجود أعراض مثل حب الشباب ونمو شعر الوجه والجسم وزيادة الوزن.

2- فحص الحوض (pelvic Exam) :
- يمكن أن يبحث فحص الحوض عن أي مشاكل في المبايض أو أجزاء أخرى من الجهاز ‏التناسلي. خلال هذا الاختبار، يقوم الطبيب بفحص مهبلي ليتحقق من ‏أي نمو في المبايض أو الرحم.
 3- اختبارات الدم (Blood Tests) :
- يتحقق بها الطبيب المختص من نسبة هرمون الذكورة في الدم (Androgen) وأيضاً من مستويات الكوليسترول في الدم والأنسولين والدهون الثلاثية لتقييم مخاطر الإصابة ‏بأمراض القلب والسكري.

4- الموجات فوق الصوتية (Ultra Sound) :
- لمعرفة الحالة العامة للمبايض، وتحديد سمك بطانة الرحم وأيضاً البحث عن وجود أي مشاكل في المبايض أو الرحم.

متلازمة تكيس المبايض والحمل :

- متلازمة تكيس المبايض تعيق حدوث الدورة الشهرية الطبيعية وتتسبب في حدوث دورات حيض غير منتظمة فتجعل الحمل أكثر صعوبة.
- 70 إلى 80 % من النساء المصابة لديّهن مشاكل في الخصوبة.
- في حالة حدوث الحمل فإن متلازمة تكيس المبايض تزيد من خطر مضاعفات الحمل، وفيه تكون النساء المصابة بهذا المرض أكثر عرضة مرتين من غيرهنّ للولادة المبكرة كما أنّهم أكثر عرضة للإجهاد وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري أثناء الحمل (Gestational Diabetes).
- ومع ذلك يمكن للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض الحمل عن طريق استخدام علاجات الخصوبة التي تحسن التبويض، ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن وخفض مستويات السكر في الدم إلي زيادة احتمالات حدوث الحمل.

طرق علاج متلازمة تكيس المبايض :

1- تغيير نمط الحياة (Life Style Modification) :
- يبدأ علاج متلازمة تكيس المبايض عادةً بتغييرات في نمط الحياة مثل فقدان الوزن والنظام الغذائي الصحي .
- يساعد فقدان 5 إلى 10% من وزن الجسم علي تنظيم الدورة الشهرية وتحسين الأعراض المصاحبة لتكيس المبايض، ويمكن لفقدان الوزن أيضاً تحسين مستويات الكوليسترول، وخفض الأنسولين، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
- اتباع أي نظام غذائي صحي  يساعد على فقدان الوزن سيساعد بالتأكيد في تحسين الحالة. (الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات فعالة في خفض الوزن وخفض مستويات الأنسولين).
- التمارين الرياضية: وجدت بعض الدراسات أن ممارسة 30 دقيقة من التمرينات المعتدلة الشدة لمدة ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع يمكن أن تساعد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على إنقاص الوزن.
- فقدان الوزن مع ممارسة الرياضة يحسن مستويات التبويض ويقلل من مستوي الإنسولين في الدم.  


2- العلاجات ‏الدوائية :

- يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل والميتفورمين أقراص في استعادة دورات الحيض الطبيعية وتنظيم الدورة الشهرية كما يعمل عقار الكلوميفين أقراص والجراحة على تحسين الخصوبة لدى بعض النساء اللاتي تعانين من تكيس المبايض. أدوية إزالة الشعر يمكن أن تخلص النساء من الشعر غير المرغوب فيه

- حبوب منع الحمل (Birth Control Pills) : تناول الحبوب المحتوية على الاستروجين والبروجسترون يمكن أن يعيد التوازن الهرموني الطبيعي، وتنظيم التبويض، وتخفيف الأعراض مثل نمو الشعر الزائد، والحماية من سرطان بطانة الرحم.

- ميتفورمين أقراص (Metformin) : مثل جلوكوفاج أو سيدوفاج أقراص.
وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع 2، كما أنه يعالج متلازمة تكيس المبايض عن طريق تحسين مستويات الأنسولين، وجدت إحدي الدراسات أن تناول هذا الدواء مع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية يحسن فقدان الوزن، ويخفض نسبة السكر في الدم، ويستعيد الدورة الشهرية الطبيعية بشكل أفضل من ممارسة الرياضة  والالتزام بنظام صحي بمفردهما.

- كلوميفين أقراص (Clomiphene) : مثل كلوميد أقراص.
وهو دواء يعمل علي زيادة الخصوبة ويساعد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على الحمل الإ أنّه يزيد من احتمالية حدوث التوائم أو أكثر من مولود في المرة الواحدة.

- الجراحة (Surgery) : يمكن أن تكون الجراحة خيارًا لتحسين الخصوبة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.
- حفر المبيض (Ovarian Drilling) وهو إجراء يصنع ثقوبًا صغيرة في المبيض باستخدام ليزر أو إبرة ساخنة رقيقة (thin heated needle)  لاستعادة الإباضة الطبيعية.

- سبيرونولاكتون أقراص (spironolactone) : ويستخدم لخفض هرمون الذكورة (Androgen) وهذا يعد استخدام غير مرخص به (Off Label Use) لهذا الدواء حيث أنه يستخدم أساساً كمدر للبول.


- أدوية إزالة الشعر : بعض العلاجات يمكن أن تساعد في التخلص من الشعر غير المرغوب فيه أو منعه من ‏النمو، مثل إيفلورنتين كريم (Eflornithine). 
- يمكن إزالة الشعر غير المرغوب فيه بالليزر والتحليل الكهربي (Electrolysis) من الوجه والجسم.


يمكنك أيضا قراءة مقال عن مرض الفتاق وطرق علاجه.

كلمات دلالية :


·        تكيس المبايض والحمل بتوأم
·        علاج تكيس المبايض والحمل بالاعشاب
·        تجارب تكيس المبايض والحمل
·        تكيس المبايض والحمل الثاني
·        تكيس المبايض والحمل الضعيف
·        هل يؤثر تكيس المبايض على الحمل
·        هل يزول تكيس المبايض بعد الحمل
·        هل تكيس المبايض يسقط الحمل 

إرسال تعليق

0 تعليقات