الوهن العضلي هو أحد أمراض المناعة الذاتية النادرة، ويحدث نتيجة فشل وصول الإشارات العصبية إلى العضلات مما يؤدي لضعف ووهن العضلات؛ أي أن السبب الرئيسي لهذا المرض هو اختلال الإشارات العصبية العضلية، فكيف يحدث هذا الخلل؟
مرض الوهن العضلي |
كيف تعمل العضلات بشكل طبيعي؟
لكي نتعرف على حقيقة مرض الوهن العضلي يجب أولا أن نتعرف على الحالة الطبيعية التي تعمل بها العضلات وكيفية وصول الإشارات العصبية لها.
تقوم خلايا عصبية معينة تُعرف باسم الخلايا العصبية الحركية بنقل الإشارات العصبية من المخ وعبر الحبل الشوكي إلى العضلات، وتنتقل هذه الإشارات العصبية من المخ للعضلات من خلال قيام النهايات العصبية بإفراز الناقل العصبي أستيل كولين Acetyl choline الذي ينتقل ليرتبط بمستقبلاته الموجودة علي سطح العضلات الهيكلية ويُعرف هذا باسم الاتصال العصبي العضلي Neuromuscular junction ونتيجة لهذا الارتباط بين الأستيل كولين ومستقبلاته تتلقي العضلات الإشارات العصبية الواردة لها فتقوم بالاستجابة لهذه الإشارات عن طريق الانقباض وبالتالي تتولد القدرة على تحريك هذه العضلات.
أسباب الوهن العضلي وكيفية حدوثه
كما قلنا سابقا أن الوهن العضلي من أمراض المناعة الذاتية حيث يقوم الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضادة لمستقبلات الناقل العصبي أستيل كولين وبالتالي تقوم الأجسام المضادة بضرب وتدمير مستقبلات الأستيل كولين مما يمنع هذا الناقل العصبي من الارتباط بمستقبلاته ويؤدي ذلك لمنع وصول الإشارات العصبية إلى العضلات فيحدث ضعف ووهن العضلات.
ويُعتقد أن السبب وراء هذا الخلل المناعي هو الغدة الصعترية Thymus gland وتقع هذه الغدة خلف عظام الصدر ولها دور هام في التحكم بالوظائف المناعية للجسم وتكون الغدة الصعترية أكبر حجما في الأطفال ثم تتضاءل تدريجيا ليصبح حجمها أقل ما يمكن في الكبار والبالغين، ولكن وُجد أن حجم هذه الغدة يظل متضخما كما هو في بعض البالغين المصابين بالوهن العضلي.
الاتصال العصبي العضلي |
انتشار مرض الوهن العضلي
تبين الإحصاءات الطبية أن حولي 20 من كل مائة ألف شخص يصابون بالوهن العضلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وغالبا ما تزداد الإصابة بهذا المرض بعد سن الخمسين أو الستين في الذكور وبعد سن العشرين في الإناث وكذلك يصيب هذا المرض الأطفال، كما تشير الإحصاءات أيضا إلى أن معدل الإصابة بالمرض في الإناث يفوق معدل الإصابة في الذكور بنسبة تصل إلى 2:3.
أعراض الوهن العضلي
- ضعف العضلات الذي يزداد عند القيام بالأنشطة الحركية ويقل عند الراحة.
- ضعف عام في عضلات اليدين والذراعين والقدمين والرقبة.
- يعاني 50-85% من المصابين بالوهن العضلي من بعض الأعراض البصرية كتدلي جفن العين أو الرؤية المزدوجة وعدم وضوح الرؤية.
- حدوث تغير في تعبيرات الوجه حيث تتخذ هذه التعبيرات نمطا ثابتا يصعب تغييره في المواقف المختلفة وهو ما يُعرف بالشلل الوجهي.
- ضعف عضلات الفكين مما يؤدي لصعوبة مضغ الطعام.
- صعوبة البلع.
- صعوبات في الكلام والنطق.
- ضيق التنفس.
مضاعفات الوهن العضلي
- أزمة الوهن العضلي: هي حالة متقدمة من الوهن العضلي وهي حالة مرضية مهددة للحياة وقد تنتهي بالموت، وتحدث عندما يمتد تأثير المرض ليصيب عضلات الجهاز التنفسي وكذلك العضلات المسئولة عن البلع مما يؤدي للاختناق.
- أورام الغدة الصعترية: يعاني بعض المصابين بالوهن العضلي من ورم في الغدة الصعترية، ولكن لحسن الحظ فإن معظم هذه الأورام ليست أوراما سرطانية خبيثة.
أعراض الوهن العضلي |
تشخيص الوهن العضلي
سيقوم الطبيب المعالج بفحص تاريخك المرضي والأعراض المرضية، وسيقوم بالفحص الجسدي للتأكد من بعض الاستجابات العصبية كقوة العضلات وسرعة استجابتها والإتزان والتوافق العضلي، وقد يطلب بعض الاختبارات والتحاليل الطبية كتحليل الدم بالإضافة إلي استخدام بعض الأجهزة لقياس مدي الاستجابة العصبية العضلية، وقد يطلب منك إجراء أشعة مقطعية أو أشعة بالرنين المغناطيسي.
هل يُشفي مريض الوهن العضلي
يُعد الوهن العضلي مرض مزمن يصعب شفاؤه نهائيا، ولكن استخدام العلاج يساعد على تخفيف ضعف العضلات ويُمكِّن المرضى من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي أو شبه طبيعي، وقد يعايش المريض فترات من زوال الأعراض نهائيا ولكن هذه الفترات قد تكون مؤقتة، وتُعد أخطر مراحل المرض هي الثلاث سنوات الأولى لذلك إن مرت هذه السنوات الثلاث بسلام فمن غير الشائع أن تسوء الحالة المرضية بشكل كبير بعد ذلك.
علاج الوهن العضلي
بالرغم من عدم وجود علاج نهائي للوهن العضلي إلا أنه يوجد العديد من الأساليب والطرق العلاجية التي تعمل على تحسين حالات الوهن العضلي وتشمل:- الأدوية التي تعمل على زيادة تأثير الأستيل كولين وتبطئ من تحلله: كالأدوية التي تحتوي على مادة Pyridostigmine وبالتالي تؤدي هذه الأدوية لزيادة الأستيل كولين في مناطق الاتصال العصبي العضلي مما يزيد من انتقال الاشارات العصبية إلى العضلات.
- الأدوية المثبطة للمناعة: والتي تعمل على تثبيط تكوين الأجسام المضادة لمستقبلات الأستيل كولين ومن أمثلة هذه الأدوية الكورتيزونات كمادة Prednisone وكذلك بعض المواد الأخري كمادة Cyclosporine.
- استئصال الغدة الصعترية جراحيا: حيث إن استئصال هذه الغدة يقلل من الوهن العضلي وقد يُغني عن استخدام مثبطات المناعة فكما بينا سابقا أنه من المعتقد أن الغدة الصعترية لها دور كبير في الخلل المناعي المسبب لوهن العضلات، ويُفضل إجراء هذه العملية للأشخاص المصابين بورم فيها.
- تنقية بلازما الدم Plasmapheresis: حيث يتم فصل البلازما عن باقي مكونات الدم ويتم تنقيتها من الأجسام المضادة لمستقبلات الأستيل كولين ثم يتم إعادتها مرة أخرى، ويتم استخدام هذه الطريقة في الحالات الخطيرة أو الحالات التي يفشل معها العلاج الدوائي.
- الحقن الوريدي بالغلوبيولين المناعي: حيث إن الغلوبيولين المناعي هو أجسام مناعية يتم استخلاصها من دماء أشخاص أصحاء وتعمل على تحسين عمل النظام المناعي لجسم المصاب بالوهن العضلي.
الجديد في مرض الوهن العضلي
توجد العديد من الدراسات والأبحاث التي يعمل فيها الباحثون على محاولة تطوير أدوية وعلاجات أكثر فاعلية في محاربة الوهن العضلي، وتتضمن هذه الأبحاث تجارب تُجرى على أدوية تعمل على إصلاح الخلل المناعي ومنع الأجسام المضادة من الارتباط بمستقبلات الأستيل كولين، وقد أبدت هذه الأبحاث نجاحا في مراحلها الأولى وما زال العمل عليها قائما.
يمكنك أيضا قراءة التصلب المتعدد مرض الإعاقة الذي يصيب الشباب
كلمات دلالية:
- هل مرض الوهن العضلي خطير
- هل يشفى مريض الوهن العضلي
- نصائح لمرضى الوهن العضلي
- علاج الوهن العضلي
- الوهن العضلي وعلاجه
- الوهن العضلي الوبيل
- أعراض الوهن العضلي
- أسباب الوهن العضلي
- تعريف الوهن العضلي
- تشخيص الوهن العضلي
- مرض الوهن العضلي
0 تعليقات